ملعب الشعب - ماتع:
انتصف ليل بغداد، ولما يزل الجمهور الغفير يغادر ملعب الشعب، بعد أن حطّ منذ صباح 13 تموز 2009 مع الموسيقى الشعبية على أبواب المستطيل الأخضر الذي غدا مدورا كطوق الياسمين، رغم القيظ والغبار والعطش وموجة قاسية من الانفجارات عشية المباراة التي جمعت بغداد والقدس.
اكتظت المدرجات بعشرات الآلاف، ولم تتمكن آلاف أخرى من الدخول، وكان إعلام الحزب الشيوعي العراقي حاضرا وشاهدا ومساهما في صنع الفرح بعد الحرائق أو قل وسط الحرائق الجديدة، ورغم الحشود في الملعب كان الجميع من حمايات وشرطة وجيش وإداريين ولاعبين ومواطنين يسهلون مهمتنا فور معرفتهم بهويتنا.
أول المتحدثين الينا عن مشاعره في هذا اليوم البغدادي النادر، كان شيخ المشجعين "قدوري":
"والله هو حدث مهم وحلو وصارلنه عشر سنوات محرومين من الملاعب ومن اللعبات الدولية وهذا الجمهور الطيب الحلو واحنه نرحب بالفريق الفلسطيني الشقيق لتكملة المشوار وربي يوفق العراق و شباب العراق وكل الموفقية للكل العراق والعراقيين".
ومن الفريق الفلسطيني، صاحب المبادرة الشجاعة، تحدث الينا اللاعب شريف محمد شريف عن شعوره وهو يداوي جراح العزيزة بغداد:
"والله احنا فرحانين انو احنه منتخب فلسطين أول فريق يزور العراق بعد الأحداث المؤسفة واحنا سعداء لانه جبنا الفرحة لوجوه وشفاه الجمهور العراقي".